أثبتت أسعار النفط تأرجحها في الأيام الأخيرة بعدما ارتفعت إلى مستوى 92 دولارًا، حيث يمكن أن يتوقف المتداولون مؤقتًا عن الصعود عند هذا المستوى.
شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي، حيث تجاوزت عتبة الـ 90 دولارًا للبرميل. تظهر الرسومات البيانية اليومية دعمًا قويًا حوالي مستوى 87 دولارًا للبرميل.
وزير الطاقة السعودي دافع بقوة عن قرار تمديد تخفيضات إنتاج النفط الأخير، مشيرًا إلى أن “هيئة المحلفين لم تصدر قرارها النهائي بعد” بشأن تعافي الاقتصاد العالمي. ومن اللافت للنظر أن ارتفاع أسعار النفط كان عاملًا مهمًا في هذا التعافي الهش، وقد أعلنت الرياض وموسكو في وقت سابق من هذا الشهر عن تمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية العام، مما دفع بأسعار النفط الخام للارتفاع إلى أعلى مستوى لها خلال عشرة أشهر.
وأوضح الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة السعودي، لمسؤولي صناعة النفط والغاز في كالجاري أن هذا القرار لم يكن “لرفع الأسعار” بل لاتخاذ القرارات الصحيحة استنادًا إلى البيانات المتاحة.
أثار المحلل السوقي إد يارديني مخاوف من احتمالية حدوث ركود في الولايات المتحدة قبل نهاية عام 2024، وذلك بسبب ارتفاع أسعار النفط وتصاعد العجز. في يوليو/تموز، تقلص يارديني من احتمالية حدوث ركود، لكن ارتفاع أسعار النفط بنسبة 30% منذ نهاية يونيو/حزيران غير ذلك.
وفي تصريحاته يوم الاثنين، أشار إد يارديني إلى أنه نتيجة للتطورات الجديدة، فإنه يرفع احتمالية حدوث ركود قبل نهاية العام المقبل من 15% إلى 25%.
يمكن أن يكون التصحيح الحالي في أسعار النفط يوم الاثنين مجرد توقف مؤقت، حيث يتمركز الدعم عند مستوى 87 دولارًا. كما سيتعين على الولايات المتحدة اتخاذ قرار بشأن احتياطياتها من النفط الاحتياطي الاستراتيجي، الذي تم استنفاده بعد بيع 180 مليون برميل من المخزون من قبل الرئيس بايدن. وقد أثارت هذه الخطوة استياء المملكة العربية السعودية العام الماضي بسبب رفض الولايات المتحدة زيادة احتياطياتها بسبب أعمال الصيانة، ما أدى إلى فقدانها لأسعار تتراوح بين 65 و70 دولارًا، وهو خطأ يمكن أن يكلف غاليًا إذا ارتفع سعر النفط مجددًا إلى مستويات تفوق 100 دولار.