في الآونة الأخيرة ، كانت أسعار النفط متذبذبة عند مستويات عالية للغاية ، مدفوعة بالتأثير المزدوج للحرب الروسية الأوكرانية ورفع بنك الاحتياط الفيدرالي أسعار الفائدة. وفي 17 مارس ، قرر الاحتياط الفيدرالي رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس (أو 0.25٪) ، ورفع النطاق المستهدف لسعر الفائدة الفيدرالية إلى 0.25٪ إلى 0.5٪ ، تماشيًا مع توقعات السوق. حيث كانت هذه هي المرة الأولى التي يرفع فيها بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة منذ عام 2018. وكان التضخم في الولايات المتحدة عند مستويات قياسية قبل رفع بنك الاحتياط الفيدرالي لسعر الفائدة. ومع ارتفاع أسعار النفط الخام بشكل حاد ، يتوقع الكثيرون استمرار ارتفاع أسعار النفط حيث يصعب التنبؤ بموعد حل الوضع الجيوسياسي.
روسيا هي ثالث أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. وحتى إذا كان هناك وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا ، فقد تظل أسعار النفط الخام مرتفعة بسبب العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا. لذلك ، قد لا يتوفر النفط الخام الروسي في أسواق النفط الخام الدولية لفترة من الوقت. وكان الارتفاع الكبير في أسعار النفط العالمية هذا العام مذهلاً في البداية ، حيث أدى بشكل مباشر إلى ارتفاع أسعار أسهم الشركات العاملة في قطاع الطاقة. وعلاوة على ذلك ، يُنظر إلى أسهم الطاقة تقليديًا على أنها استثمارات دفاعية، والتي يمكن أن تجذب انتباه المستثمرين في ظروف السوق المتقلبة.
تكتسب أسهم الطاقة قوة دفع
ضاعفت الأزمة الكبيرة التي خلقتها الحرب الروسية الأوكرانية من جاذبية أسهم الشركات العاملة في قطاع الطاقة. ومن بين 11 قطاعاً لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 ، كان قطاع الطاقة هو الأفضل أداءً في عام 2021 ، حيث حقق مكاسب تراكمية تزيد عن 40٪. وقد ارتفع هذا القطاع بأكثر من 30٪ هذا العام. وتضاعفت أسهم شركة أوكسيدنتال بتروليوم في عام 2022.
ارتفع سهم Chevron NYSE: CVX بنسبة 32٪ هذا العام بتوزيعات أرباح بنسبة 3.58٪ ؛
ارتفع سهم ConocoPhillips (NYSE: COP) بنسبة 30٪ هذا العام مع توزيعات أرباح بنسبة 2.45٪ ؛
ارتفعت شركة Exxon Mobil (NYSE: XOM)) أكثر من 20٪ هذا العام مع عائد توزيعات أرباح بنسبة 4.5٪ ؛
ارتفعت أسهم شركة شل (المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز NYSE: SHEL) بأكثر من 12٪ هذا العام بعائد توزيعات أرباح بنسبة 3.56٪.
المنتجات الاستثمارية الأخرى التي تستحق المشاهدة هي صناديق الاستثمار المتداولة المرتبطة بقطاع الطاقة. على سبيل المثال ، ارتفع صندوق SPDR للتداول في البورصة Energy Select Sector XLE ، والذي يتتبع أسهم الطاقة في مؤشر S&P 500، بأكثر من 30٪ هذا العام؛ وكذلك ارتفعت أسهم صندوق المؤشرات المتداولة ETF للنفط الأمريكي USO بنسبة 38٪ هذا العام.
انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي أدى إلى دعم أسعار النفط على المدى القصير
بشكل عام ، سيؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى زيادة جاذبية أصول الدولار الأمريكي ومساعدة رأس المال الخارجي على العودة إلى السوق المحلية الأمريكية ، وبالتالي توفير دعم قوي لمؤشر الدولار الأمريكي للارتفاع. ويتم تسعير السلع بشكل عام بالدولار الأمريكي ، لذلك هناك ارتباط سلبي واضح بين الدولار الأمريكي وأسعار النفط الخام.
كان مؤشر الدولار الأمريكي يتجه نحو الأعلى منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية ، حيث يراهن المشاركون في السوق على سياسة بنك الاحتياط الفيدرالي الأكثر تشددًا. ومع ذلك ، نظرًا لأن رفع سعر الفائدة الفعلي كان أقل بكثير من توقعات السوق ، لم يرتفع مؤشر الدولار بعد الإعلان عن رفع السعر الأول ولكنه انخفض بشكل غير متوقع بنسبة 0.6٪ في ذلك اليوم. مع ذلك ، قدمت هذه الخطوة بعض الدعم على المدى القصير لأسعار النفط الخام. وفي 18 مارس ، بعد يوم واحد من رفع أسعار الفائدة ، انتعشت أسعار النفط الخام الدولية بشكل حاد بأكثر من 8٪ لتغلق عائدة فوق 100 دولار للبرميل.
هل لا يزال هناك اتجاه صعودي لأسهم الطاقة في المستقبل؟
نظرًا لأن العامل الرئيسي وراء ارتفاع أسعار النفط يأتي من جانب العرض ، فإن تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على أسعار النفط محدود نسبيًا ولن يغير الاتجاه العام لارتفاع أسعار النفط على المدى القصير ، ولكن قد تكون هناك صدمات مؤقتة.
هذا العام ، ستستمر التوترات على جانب عرض النفط الخام في دعم الأسعار. وبعد عدة جولات من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا ، لم تتصاعد التوترات أكثر، وانحسر ارتفاع أسعار النفط. ومع ذلك ، إذا استمرت المخاوف من تعطل الإمدادات، فقد ترتفع أسعار النفط الخام إلى مستويات قياسية جديدة. لذلك ، فإن الأسهم النفطية لديها مجال لمواصلة الارتفاع اعتمادًا على العقوبات المفروضة على روسيا.
قالت وكالة الطاقة الدولية (IEA) إن روسيا قد تخفض صادراتها من النفط والمنتجات البترولية بمقدار 3 ملايين برميل يوميًا اعتبارًا من الشهر المقبل ، وهي فجوة قد تكون أكبر بكثير من مليون برميل يوميًا من انخفاض الطلب المتوقع بسبب ارتفاع أسعار الوقود. متأثرًا بالأخبار ، حيث رفع مورجان ستانلي توقعاته لسعر خام برنت في الربع الثالث بمقدار 20 دولارًا إلى 120 دولارًا للبرميل.
كان لدى المحللين في UBS توقعات أعلى لمكاسب أسعار النفط ، حيث أخبروا وسائل الإعلام أن التوقعات قصيرة الأجل لخام برنت هي 125 دولارًا للبرميل ، وهو سقف ضعيف للأسعار. ومع ذلك ، إذا تدهورت الإمدادات أو استمرت لفترة أطول ، فقد ترتفع الأسعار أكثر. وقد يصل خام برنت إلى 150 دولارًا للبرميل إذا استمرت الحرب.
