تداول النفط يشهد منذ شهر مارس أدنى مستوياته، حيث ألمحت منظمة أوبك إلى احتمالية زيادة الإنتاج. حيث ان السعر يحاول الوصول إلى الحد الأدنى عند 77.50 دولارًا، لكنه يواجه مقاومة عند مستوى 79 دولارًا، وبالتالي قد يحتاج إلى استهداف مستوى 80 دولارًا لجذب المشترين.
تزايدت المخاوف بعد تقارير تفيد بنية نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، زيادة إنتاج النفط الخام بالتعاون مع مجموعة أوبك النفطية، مما أثار مقاومة في أسواق النفط.
في السياق الإقليمي، تستمر التوترات بين إسرائيل وحماس، حيث رفضت إسرائيل وقف إطلاق النار وسيطرت على الأراضي في معبر رفح الحدودي مع مصر. ورغم تداول تلك الأحداث، يظل النفط تحت الضغط بسبب التأثير المحدود لهذه الأحداث على إمدادات النفط.
وفي هذا السياق، يقول ستيوارت جليكمان، محلل أسهم الطاقة في CFRA Research، لـ MarketWatch: “إن تراجع أسعار النفط يعزى جزئياً للتوترات الجديدة بين إسرائيل وحماس، لكن هذا التأثير يظل محدوداً على الدول المنتجة للنفط.” ويرى المستثمرون أن احتمالات نشوب صراع أوسع نطاقاً تبدو ضئيلة في الوقت الحالي.
من جانبه، صرَّح نائب رئيس الوزراء الروسي لوكالة إنترفاكس للأنباء بأن زيادة إنتاج النفط ضمن إطار اتفاق أوبك + لا تزال واردة، مما يثير مزيدًا من التكهنات بشأن مستقبل أسواق النفط.
تجمع “أوبك+”، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وروسيا، بمواصلة التخفيضات الطوعية المقررة بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً بعد الربع الثاني، حيث من المقرر أن يتم اتخاذ قرارات بخصوص مستويات الإنتاج في اجتماع مقرر في الأول من يونيو. ومع ذلك، تعتبر عدم تنفيذ بعض الدول للتخفيضات المتفق عليها، مثل العراق وكازاخستان، أحد التحديات، حيث تجاوزت هذه الدول أهداف الإنتاج المحددة في الربع الأول.
في تقرير صادر يوم الثلاثاء، خفضت إدارة معلومات الطاقة توقعاتها لأسعار النفط لهذا العام والعام المقبل. وبالرغم من التوترات في الشرق الأوسط، أشار التقرير إلى أن تقلبات الأسعار تمت “إخضاعها” بفضل الطاقة الإنتاجية الاحتياطية “الكبيرة” للنفط الخام.
من جانب آخر، قررت السعودية رفع أسعار البيع الرسمية لخامها المباع إلى آسيا وأوروبا والبحر الأبيض المتوسط في يونيو/حزيران، مما يعكس توقعات بزيادة الطلب خلال فصل الصيف.
على الرغم من وجود عوامل تعكس الارتفاع في أسعار النفط الخام، إلا أن هناك تحذيرات من احتمالية تحركات صعودية محدودة، خاصة بعد الزيادة المفاجئة في مخزونات النفط الخام الأسبوع الماضي. لذا، فإن الأسواق ستتطلع بشغف إلى بيانات المخزونات المقررة الإعلان عنها يوم الأربعاء.
