يواجه الاقتصاد العالمي تحديات كبرى مع بداية الربع الأول من عام 2025 تتمثل في عودة دونالد ترامب للمكتب البيضاوي، وتباين سياسات البنوك المركزية، والتحولات الجيوسياسية. وبينما لا تزال اضطرابات العام 2024 عالقة في الذاكرة، قد تُغذي السياسات المؤيدة للأعمال التي يعِد بها ترامب النمو في قطاعات الطاقة والتمويل والتكنولوجيا، إلا أن التعريفات الجمركية وتخفيف القيود التنظيمية قد تتسبب في اضطراب سلاسل التوريد وارتفاع الأسعار. كما ستؤثر معدلات التضخم على قرارات الاحتياطي الفيدرالي، وهي أحد روافد التقلبات المتوقعة. ينصح مارتن لام، كبير المحللين في ATFX لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، المستثمرين بالتنويع والتحلي بالمرونة كاستراتيجيات حاسمة في ظل الضبابية الراهنة.
بدوره، يسلط محمد الشنطى، رئيس أبحاث السوق والتحليل في ATFX، الضوء على مخاطر التضخم واضطرابات التجارة، حتى مع بقاء الدولار الأمريكي قويًا بفضل النمو الاقتصادي وأجندة ترامب.
في منطقة اليورو، يُزيد ضعف النمو الاقتصادي وعدم اليقين بشأن التعريفات الجمركية الأمريكية من تعقيد المشهد. يبرز
د.محمد نبوي، محلل الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى ATFX، احتمال خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة، بينما يُغذي عدم الاستقرار السياسي في ألمانيا وفرنسا حالة عدم اليقين.
في أستراليا، يرى نيك تويدال، كبير المحللين في ATFX (أستراليا)، أن بنك الاحتياط الأسترالي قد يحافظ على استقرار أسعار الفائدة، لكن التضخم لا يزال مصدر قلق كبير. كان الدولار الأسترالي قد شهد بالفعل تراجعات ملحوظة نتيجة لقوة الدولار الأمريكي والتحديات الاقتصادية العالمية، لا سيما تلك المرتبطة بالوضع في الصين.
أما في المملكة المتحدة، فيواجه الاقتصاد حالة من عدم الاستقرار السياسي، وارتفاع البطالة، وضعف سوق الإسكان. ومع ذلك، يرى جونزالو كانيتي، كبير استراتيجيي الأسواق العالمية في ATFX، أن السياسات المالية للحكومة العمالية الجديدة قد تُحفز النمو الاقتصادي، وهو ما يدعم سيناريو وصول زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي إلى 1.40 بحلول 2025، اعتمادًا على البيانات الاقتصادية البريطانية والسياسات التجارية الأمريكية. في المقابل، يواجه الاقتصاد الياباني انكماشًا بالرغم من رفع أسعار الفائدة، وقد ينخفض زوج اليورو مقابل الين الياباني إلى 147 بسبب عدم الاستقرار السياسي في أوروبا.
تعتقد جيسيكا لين، محلل الأسواق العالمية في ATFX (آسيا والمحيط الهادئ)، أن سياسات ترامب قد تُحفز التضخم، وهو ما قد يصب في مصلحة الذهب كأداة تقليدية للتحوط. من المتوقع أن ينتعش الذهب في عام 2025 بدعم من مشتريات البنوك المركزية، وخفض أسعار الفائدة الأمريكية، والمخاطر الجيوسياسية.
قد يواجه سوق النفط تحديات بسبب تخمة المعروض خلال عام 2025 في ظل زيادة الإنتاج من خارج أوبك+. لذا، يشدد جاب سانتوس، استراتيجي الأسواق في ATFX (الفلبين)، على أهمية إدارة المخاطر في هذه البيئة المتقلبة.
يناقش كابي دحدوح، كبير محللي الأسواق في ATFX (منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا)، تقلبات أسعار البيتكوين والتطورات التقنية مثل تحول الإيثريوم إلى آلية إثبات الحصة، وكيف يمكن أن تقدم فرصًا ومخاطر على حد سواء. التنويع والبقاء على اطلاع بالتغيرات التنظيمية سيكونان على ما يبدو مفتاح التعامل مع تقلبات العملات الرقمية التي تحركها توقعات التضخم وأسعار الفائدة وعدم الاستقرار الجيوسياسي.
ختامًا، ينصح جيسون تي، استراتيجي الأسواق العالمية في ATFX (آسيا والمحيط الهادئ)، المتداولين بتبني عقلية مرنة واستراتيجيات قوية لإدارة المخاطر. كما أن التعلم المستمر والقدرة على التكيف سيُساعدان في تحسين استراتيجيات التداول في هذا السوق الديناميكي.
للحصول على المزيد من الرؤى، ح<لTrader Magazine الآن!