تعافت العقود الآجلة لمؤشر الأسهم الأمريكية من انخفاضها الأولي مساء الأربعاء، وارتفعت بعد أن أعلن الرئيس ترامب أنه سيكشف عن اتفاقية تجارية هامة مع دولة كبرى يوم الخميس.
في وقت سابق، انخفضت العقود الآجلة بشكل طفيف عقب تحذير مجلس الاحتياطي الفيدرالي من تزايد حالة عدم اليقين المتعلقة بالرسوم الجمركية والاقتصاد، مما أثر سلبًا على معنويات السوق.
مع ذلك، حافظت وول ستريت على اتجاهها الإيجابي يوم الأربعاء، حيث حققت شركات تصنيع الرقائق مكاسب متأخرة نتيجة تقارير تشير إلى أن إدارة ترامب تنوي تخفيف قيود التصدير على رقائق الذكاء الاصطناعي.
أعلن دونالد ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه سيعقد مؤتمرًا صحفيًا يوم الخميس للكشف عن “اتفاقية تجارية هامة” مع “دولة كبيرة تحظى باحترام كبير”، موضحًا أنها الأولى من بين عدة اتفاقيات مخطط لها.
أشارت مصادر، منها صحيفة نيويورك تايمز، إلى أن الدولة التي لم يُذكر اسمها هي بريطانيا، التي كانت تجري مفاوضات تجارية مع الولايات المتحدة.
يمثل هذا الإعلان أول اتفاقية تجارية منذ أن أعلن ترامب عن فرض رسوم جمركية “متبادلة” على شركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة في أوائل أبريل. في حين واجهت هذه التعريفات انتقادات واسعة النطاق، ومُنحت لاحقًا إعفاءً لمدة 90 يومًا، لم تخضع المملكة المتحدة لها، لكنها لا تزال تواجه رسومًا جمركية شاملة وقطاعية قائمة.
على صعيد اخر، أشارت الإدارة الأمريكية إلى أن محادثات تجارية مع مسؤولين صينيين ستُعقد في سويسرا هذا الأسبوع، على الرغم من أن التوصل إلى اتفاق يُعتبر مستبعدًا، وأكد ترامب أن تعريفاته الجمركية المرتفعة الحالية على الصين ستظل قائمة.
تطورات الاقتصاد والسوق الرئيسية:
الاحتياطي الفيدرالي يُبقي أسعار الفائدة ثابتة، مُشيرًا إلى تزايد المخاطر
أبقى الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الحالية ثابته كما كان متوقعًا على نطاق واسع يوم الأربعاء. ومع ذلك، أعرب رئيسه جيروم باول عن مخاوفه بشأن تزايد المخاطر المتعلقة بارتفاع التضخم والبطالة، مما يزيد من حالة عدم اليقين المحيطة بالتوقعات الاقتصادية في ظل التوترات التجارية المستمرة التي أطلقتها إدارة ترامب. وسلط باول الضوء على غموض النمو الاقتصادي المستقبلي، مُشيرًا إلى إمكانية استمرار التوسع المطرد أو الانكماش بسبب ارتفاع مُحتمل في التضخم.
كما شدد على حالة عدم اليقين المُتزايدة المحيطة بسياسات الرئيس ترامب بشأن التعريفات، مُشيرًا إلى أن البنك المركزي سيمتنع عن إجراء أي تغييرات في سياساته حتى تتضح التوقعات الاقتصادية. مع إقراره بالمرونة النسبية للاقتصاد الأمريكي، اعتمد باول نهجًا حذرًا قائمًا على الانتظار والترقب فيما يتعلق بتعديلات أسعار الفائدة المستقبلية، واستبعد إلى حد كبير إمكانية خفض أسعار الفائدة استباقيًا، على الرغم من دعوات الرئيس ترامب لخفضها.
أرباح شركات صناعة الرقائق تعزز وول ستريت
شهدت وول ستريت ارتفاعا في أواخر يوم الأربعاء، مدفوعه بشكل رئيسي بالمكاسب الكبيرة التي حققتها أسهم شركات صناعة الرقائق الرئيسية. جاء هذا الاتجاه الصعودي في أعقاب إعلان إدارة ترامب عن تخفيف القيود التي فرضتها إدارة بايدن على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة. هدفت القيود الأولية إلى الحفاظ على ريادة الولايات المتحدة في تطوير الذكاء الاصطناعي والحد من وصول الصين إلى هذه التكنولوجيا سريعة التطور.
من المتوقع أن يفيد تخفيف قيود التصدير شركات تصنيع الرقائق الأمريكية من خلال تمكينها من بيع رقائق أكثر تقدمًا دوليًا. جدير بالذكر أن شركة Nvidia ، الرائدة في صناعة رقائق الذكاء الاصطناعي، شهدت ارتفاعًا بنسبة 3.1%، على الرغم من أن سهمها شهد انخفاضًا طفيفًا في تداولات ما بعد ساعات العمل.
وبالمثل، ارتفعت الأسهم الأمريكية لشركة TSMC بنسبة 1.3% وظلت مستقرة بعد إغلاق السوق، بينما تعافت شركة Intel مسجلةً ارتفاعًا بنسبة 1.9% خلال الجلسة. ساهم ارتفاع أسهم شركات صناعة الرقائق في إغلاق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مرتفعًا بنسبة 0.4% عند 5,631.27، كما ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.3% ليصل إلى 17,738.16، وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.7% ليصل إلى 41,113.97. وساهمت هذه المكاسب في موازنة التفاؤل الخافت المحيط بمحادثات التجارة الأمريكية الصينية والبيان الحذر لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
تراجعت أسهم Alphabet وسط منافسة محتملة
كان من أبرز الاستثناءات في اتجاه السوق الإيجابي شركة Alphabet، التي انخفضت أسهمها عقب تقرير أشار إلى أن شركة Apple، الشركة المصنعة لهاتف آيفون، تدرس دمج وظائف البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي في متصفح الويب الخاص بها. ويمثل هذا التطور المحتمل منافسة متزايدة لجوجل في سوق محركات البحث.